ملخص الدرس / الأولى ثانوي/العلوم الشرعية/الفقه وأصوله/من مصادر التّشريع الاسلامي (القرآن الكريم)

خصائص الشريعه الإسلاميه

تعريف الشريعه :

أ- لغه : تطلق الشريعه على شرعه الماء ومورده ومشربه ,وتطلق أيضا على الطريقه المستقيمه التي لا إعوجاج فيها 

ب- اصطلاحا : أما الشريعه في مراد الفقهاء فتعني ما شرعه الله (سبحانه وتعالى) لعباده من الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء,سوا ماتعلق منها من الإعتقاد أو العمل

الغايه من التشريع :

إقامه العباد على منهج العبوديه التي تميزت بها من غيرها نذكر بعضها فيما يلي :

أ-الربانيه : إن مصدر الإسلام , ومشرع أحكامه ومناهجه , هو الله سبحانه وتعالى وحده ,فهو وحيه الذي أوحاه إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى بالقرآن الكريم .وبالمعنى بدون اللفظ (السنه المطهره ) قال تعالى "وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْءَانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ" النمل/6 وقال سبحانه وتعالى عن السنه النبويه "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) "النجم/3-4 ويترتب على كون مصدر الشريعه من الله عزوجل كماله وخوله من النقائص وانه يحظى بالهيبه والإحترام من قبل المؤمنين به

ب- الوسطيه : بمعن العداله والخيريه , والتوسط بين الإفراط والتفريط , وهذه الوسطيه هي العدل والطريق الأوسط الذي تجتمع عنده الفضيله ,كما أن الوسطيه توازن بين المتطلبات الروح والجسم والعقل قال الله تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةًوَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ..." البقره/143

ج- العالميه : الشريعه الإسلاميه  هي الرساله العامه التي تخاطب جميع الأمم , وجميع الأجناس , وجميع الطبقات قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" الأنبياء /107 وقال عزوجل "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ....."الأعراف/158 , والإعتقاد بعالميه الشريعه الإسلاميه يفرض على المسلم أن يبلغ هذه الرساله إلى جميع الناس دون استثناء 

د- اليسر ورفع الحرج : من تكريم الإسلام للإنسان أن أعترف به كله كما فطره الله عز وجل جسما وروحا وعقلا وقلبا وإراده ووجدانا , لهذا امره بالسعي في الأرض , وأمره بعبادته وحده , وأمر بالنظر والتفكير في خلق الله عز وجل ,وكل هذه التكاليف لا تتجاوز طاقه الإنسان  قال تعالى "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" البقره286 , ونفى القرآن الكريم كل حرج عن هذه الشريعه السمحه قال تعالى "يُرِيدُ اللَّهُبِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ" البقره 185 , واليسر ورفع الحرج نتيجه منطقيه لعموم الإسلام وشموليته , ونلاحظ يسر الإسلام فيجميع احكامه , فقد رخص الإسلام الرخص الكثيره عند وجود أسبابها وقد جاء في الحديث الشريف " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ ." رواه أحمد بن حنبل , والإيمان بيسر الشريعه الإسلاميه يجعل المسلم لا يحمل نفسه مالا تطيق من الأحكام , ويختار لنفسه الطريق اليسير إن لم يكن في ذلك معصيه