ملخص الدرس / الأولى ثانوي/العلوم الشرعية/القرآن الكريم والحديث الشريف/اختيار الصحبة في الإسلام

مقدمة

لقد خلق الله البشر جميعا من اب واحد و ام واحدة و قدر ان تختلف الوانهم و لغاتهم و معتفداتهم و لو شاء لجعل الناس امة واحدة و لكن شاء ان يختلفوا فهل اوجد الله تعالى هذا الاختلاف لاجل التصارع و التقاطع ام لتعارف و التواصل 

النص المؤطر

عن ابي نضرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : '' يا ايها الناس الا ان ربكم واحد و ان اياكم واحد الا لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي و لا لاحمر على اسود و لا لاسود على احمر الا بالتقوى '' 

شرح الكلمات : 

المعنى  الكلمة 
لا احسن  لا فضل 
من الاتفاء و هو الابتعاد عن المنكرات و فعل المامورات  التقوى 

 

معنى التعارف و التواصل

التعارف و التواصل هو الاتصال بلامم الاخرى و الانفتاح عليها انفتاحا ايجابيا قصد التعارف و تبادل المنافع و الخبرات معها 

الاسلام يدعو الى التعارف و التواصل

لقد جعلنا الله تعالى شعوبا و قبائل ليس للتشاجر و الخصام بل للتعارف و الوئام فاما متنوع لا يقتضي النزاع و الشقاق بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكايف و الوفاء بجميع الحاجات بل الله تعالى يعتبر هذا الاختلاف اية من اياته و اليمكن لاي شخص ان يزيله قال تعالى : ''و من اياته خلق السموات و الارض و اختلاف السنتكم و الوانكم ان في ذلك لايات للعالمين ''        الروم 22

فلهذا فليس غريبا ان يدعو الانسان المسلمين الى التعارف و التواصل مع من يخالفهم في اللغة و الجنس و المعتقد و الا لو شاء الله لجعل الناس كلهم مسلمين قال تعالى : '' و لو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا فانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ''        يونس 99

 

اسس و اخلاقيات التعارف و التواصل

التعارف و التواصل في الاسلام له اسس و اخلاقيات نجملها في الاتي :

اسس التعارف و التواصل يقوم التعارف و التواصل في الاسلام على اسس هي 

الله تعالى هو خالق البشر جميعا ان التعارف و التواصل في الاسلام يقوم على اساس ان البشؤ جميعا خلق الله ايا كان دينهم او جنسهم او لونهم قال الله تعالى : ''و الله خلقكم و ما تعلمون''

و من مقتضى هذا الخلق ان الله تعالى كرم الانسان قال تعالى :   ''و لقد كرمنا بني ادم '' و هذه الكرامة المقررة توجب انسان حق الاحترام 

البشر كلهم من اب واحد و ام واحدة : تقرير الاسلام لوحدة الاصل اي ان البشرية جمعا من اب واحد و ام واحدة اي انهم جميعا اخوة و هذا يفرض عليهم ان يتواصلوا فيما بينهم كما يتواصل الاخوة قال الله تعالى :

''هو اللذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها''       الاعراف 189

الاختلاف بين البشر سنة الهية : اختلاف الناس في الدين و غيره واقع بمشيئة الله تعالى اللذي منح الانسان الحرية في الاختبار فيما يفعل و يدع قال الله تعالى : '' و لو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة و لا يزالزن مختلفين ''

و المسلم يوقن ان مشيئة الله لا راد لها كما انه لا يشاء الا ما فيه الخير و الحكمة فلا يمنع هذا الاختلاف من التعارف و التواصل بل يدعو اليه

التفاضل بالصلاح : اذا لم يكن للجنس و اللون و اللسان دور في تفاضل البشر بعضهم على بعض فان الاسلام قد وضع معيار الصلاح و النفع للبشرية للتفاضل فقال تعالى : '' ان اكرمكم عند الله اتقاكم''   الحجرات13

اخلاقيات التعارف و التواصل

التعارف و التواصل في الاسلام يقومان على مكارم الاخلاق و الاحترام و التواضع و حسن الظن لان المسلم يؤمن بان الله تعالى يامر بالعدل و يحب المقسطين و لو مع المخالفين في العقيدة و يكره الظلم و يعاقب الظالمين و لو كان الظلم من مسلم تغير المسلم قال تعالى : '' يا ايها اللذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لايجر منكم شئنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى و اتقوا الله خير بما تعلمون ''      المائدة8

بل حتى في مجال الحوار و تبادل الراي فقد وضع الاسلام ضوابط لا يجوز الخروج عنها قال تعالى : ''و لا تجدلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن''           العنكبوت 46

التعارف و التواصل :

مطلب شرعي : ان العارف و تواصل الامة الاسلامية مع غيرها من الامم هو استجابة لامر الله تعالى : ''يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ''

بل هذا التعارف من مقتضى جعل الامة الاسلامية شاهدة على الامم الاخرى و لا يمكن للشاهد ان يشهد على امر لم يتعرف عليه قال تعالى :  ''و كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا ''          البقرة 143

و هذا التعامل و التعرف مع الاخرين لابد ان يقوم على اساس من البر و العدل لا على اساس الاستعلاء و الاستعباد قال تعالى : ''لاتهاكم الله عن اللذين لم يقتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دينكم ان تبروهم و تسقطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ''        الممتحنة 8

ضرورة بشرية : ان الشعوب تتفاوت في الاستعدادات و الامكانات و بالتعارف و التواصل تتمكن هذه الشعوب من التعاون و تبادل المنافع و الخبرات و لا يمكن لاي امة ان تيذستغني عن بقية الامم فالمسلمون قديما لولا تواصلهم مع الحضارات الاخرى لما وصلوا الى اوج الحضارة و قادوا الامم في العصور الوسطى و لما طوروا العلوم و اللتي بدورها وصلت الى اوروبا بعد ذلك و تمكن الاوربيون من خلال تواصلهم مع المسلمين من الوصول الى النهضة الصناعية الحديثة و التقدم العلمي الهائل في العصر الحديث