ملخص الدرس / الأولى ثانوي/تاريخ و جغرافيا/الجزائر في العصر الحديث/علاقات الجزائر الخارجية : العثمانية و العربية و الأوروبية

الدولة الجزائرية في ظل الحكم العثماني

مرت الجزائر عبر تاريخها الحديث بمرحلتين حرصت الجزائر خلالها على الالتزام بمبدأين , مواجهة الأخطار الصليبية في غرب المتوسط من جهة و الإبقاء على علاقة متوازنة مع الدولة العثمانية من جهة أخرى . 

- مرحلة الإرتباط اللانركوي بالخلافة العثمانية 1518م - 1671م :

1- البايلربايات 1518م - 1587م : تولى قيادة الجزائر 12 بايلربايا مع تكرار عهده حسن باشا بن خير ثلاث مرات و حسن فنزيانيو و تميزت بمايلي : 

- بناء القوة البحرية 

- تحرير جل سواحل المغرب الإسلامي 

- رسم الحدود الجزائرية مع المغرب 

- ضم كل من توني و طرابلس لحكم الجزائر 

2- الباشوات 1587م - 1659 م : تولى قيادة الجزائر 43باشا مع تكرير رئاسة كل حسين الشيخ و إبراهيم باشا فتكررت رئاستهم للجزائر مرتين , و قد تميزت بـ : 

- تحديد فترة حكم الباشا بثلاث سنوات 

- استمرار الجهاد البحري 

3- الأغوات 1659 م - 1671م : تعد هذه الفترة اقصر مراحل الحكم التي مرت بها الجوائر حيث تولى قيادتها 04 أغوات و هم : خليل آغا , رمضان آغا , شعبان آغا , علي آغا ة تميزت بـ : 

- تحديد فترة حكم الآغا بسنتين 

- اهتزاز نظام الحكم نتيجو الصراعات بضباط البحريو و ضباط الجيش البري . 

 

- مرحلة الاستقلال الكلي في تسيير شؤون البلاد 1671م - 1830 م 

الدايات 1671م - 1820 م : و هي أطول فترة حكم تولى قيادة الجزائر خلالها 29 داي و تميزت بـ : 

- الاستقلال الذاتي في تسيير شؤةن البلاد داخليا 

- تصفية التواجد الإسباني نهائيا من الجزائر 

- يروز مكانة الجزائر الدولية 

- تأثر الجزائر بالعلاقات الأروبية الداخلية و الخارجية : 

- ظهور مخططات فرنسية لاستعمار الجزائر (1798- 1830)

أولا - التنظيم الإداري : قسمت الجزائر إداريا أربع مقاطعات تخضع لنظام لامركزي : 

- دار السلطان : هي مقاطعة إدارية تشمل العاصمة و ضواحيها , تمتدمن دلس شرقا الى شرشال غربا يحدها جنوبا بايلك التيطري و شمالا البحر المتوسط و تضم مقر الحكم (الوالي و الديوان ) 

بايلك الشرق : عاصمته قسنطينة و هو |أكبر البايلكات مساحة و سكان يمتد من الحدود التونسية شرقا الى بلاد القبائل الكبرى غربا و من الصحراء الكبرى جنوبا الى المتوسط شمالا , ينميز بانعدام نفوذ الأتراك فيه قياسا ببقية البيلكات 

بايلك الغرب : عاصمته مازونة , ثم معسكر , ثم معسكر ثم وهران بعد استرجاعها عام 1792 من الاسبان يمتد من الحدود المغربية غربا الى بايلك التيطري شرقا من امتوسط شمالا الى الصحراء الكبرى جنوبا 

بايلك التيطري : عاصمته المدية و هو أصغر البيلكات يمتد من سهل متيجة شمالا الر الصحراء الكبرى جنوبا و بين البايلكات شرقا و غربا . 

 

ثانيا - جهاز الحكم : 

1- الوالي العام : يمثل أعلى سلطة في البلاد يجمع بين السلطة العسكرية و المدنية , تتم تسميته من طرف السلطان العثماني . 

2- الديوان : 

أ- الديوان الخاص : 

- الخزناجي : يتولى إدارة خزينة الدولة و هو الوحيد الذي يحمل مفاتيح الخزينة العامة 

- خوجة الخيل : بشرف على أملاك الدولة و جمع الضرائب من البايلكات و ملتزمات البايات و القضاة 

الآغا : و هو قائد الجيش البري (الانكشارية , الخيالة , المتطوعين ) دوره الحفاظ على الأمن 

وكيل الخرج : يتولى الشؤون البحرية و الخارجية 

البيت مالجي : يشرف على أملاك الأوقاف و الحبوس , ويرث من لا وريث له و هو بمثابة وكيل الخزانة العامة . 

ب- الديوان العام : يتشكل من أعضاء الديوان الخاص الى جانب : 

- الكتاب المساعد للبيت مالجي . 

- كبار ضباط الانكشارية ( كاهية الانكشارية , اغا الصبايحية )

- القاضيان و المفتيان ( المالكي و الحنفي ) 

- حاشية الداي 

3- الباي : هو من كبار موظفي الدولة , يعنيه الوالي العام لتمثيله على مستوى البايلك , له الحرية التامة في إدارة ولايته ,يرسل سنويا الضرائب الى الوالي العام , الباش كاتب و الباش سيار . 

 4- القائد : يشرف على وحدة إدارية صغيرة تعرف بالوطن (جمعها الأوطان ) يتكفل بجمع الضرائب و المحافظة على الأمن العام يمون من الأتراك أو الكراغلة 

5- شيخ العرب : يمثل سكان الدواوير و يتولى شؤونهم 

 

ثالثا - النظام القضائي : 

يستمد القضاء الجزائري أحكامه من الشريعة الاسلامية من المذهبين المالكي و الحنفي , تشرف عليه محكمتان الى جانب محاكم خاصة باللأسرى المسيحيين و الرعايا اليهود . 

تنظر المحاكم في مختلف القضايا و تصنف على النحو التالي : 

أ- القضايا المدنية : 

يفوض القضاة من طرف الداي للنظر في القضاياو المنازعت المعروضة عليهم و يساعدهم أعوان و كتاب لتسجيل الأحكام و توثيق العقود أما الطعون في الأحكان فارفع الى المجلس الشريف . 

ب- القضايا الجنائية : 

ينظر الداي أو الباي في القضايا الخطيرة أما البسيطة منها فتتكفل بها القيادات و الشيوخ . و كاستثناء في دار السلطان يفوض الداي خوجة الخيل للنظر في القضايا الخاصة بالجزائريين و الكيخيا بالنسبة للأندلسيين و الأغا بالنسبة للأتراك . 

ج- القضايا العسكرية : 

يحاوكم الجيش المنظم ( البحرية و الانكشارية ) محاكمة عسكرية 

أما الجيش المتطوع من قبائل المخزم والدواوير فمحاكمتهم تخول الى القائد الذي يجمع بين السلطة المدنية و العسكرية . 

رابعا - النظام المالي :

يمثل جهاز المالية وكيل بيت المال (البيت مالجي , الذي يتولى إدارة أموال الحبوس و يرث من لا وريث له يسمى بقاضي بيت المال أي بمثابة وكيل الخزامة العامة , يساعده أربعة كتاب يلقبون بالباش دفتارجي أو الخوجة مهامهم موزعة كمايلي : 

- الإشراف على سجلات مداخيل و نفقات الدولة 

- الإشراف على سجلات مصاريف و مرتبات الإنكشارية 

- الإشراف على دخل الخزينة من الضرائب 

- تحصيل الضرائب الجمركية 

المصادر المالية للخزينة : تتغذى خزينة الدولة من مصادر متنوع منها : 

المصادر الثابتة :

- عائدات نشاط البحرية التجاري .

- أملاك الدولة و الحبوس 

- الجزية و الغرامات و الاتزامات 

- الضرائب و الرسوم 

المصادر غير الثابتة 

- عوائد فدية الاسرى 

- الهدايا المقدمة من الملوك و القناصل 

- عوامل حماية أساطيل و سفن الدول الغربية وفقا للمعاهدات المبرومة 

صك العملة : وجدت دار السكة بالجزائر و تصك فيها العملة وفقا للمحتوى المعدني في القيمة و الوزن حسب المعيار الموجود في عاصمة الخلافة اسطمبول 

خامسان - التنظيم العسكري 

إن الظروف العسكرية الإقليمية و الدولية و و الموقع الاستراتيجي للجزائر الذي استهوى العديد من الدول الاستعمارية , فرض على الدولة أن تسعى لبناء قوة عسكرية قادرة على فرض الأمن و الاستقرار الداخلي و مواجهة الأخطار الخارجية 

أ- القوة البحرية الجزائرية : عرف الأسطول الجزائري تطور متزايد بفضل الاخوة بربروس من مطلع القرن 16 الى بداية القرن 19 م 

1- عسكريا :

- دوره في تحرير سواحل المعرب الإسلامي عامة و الجزائر خاصة 

-التصدي للهجمات الغربية المستمرة طيلة ثلاثة قرون 

- دوره الريادي في المعارك الكبرى مع الدولة العثمانية (طولون 1543 م ليبانت 1517 م ) 

2- اقتصاديا : 

- مصدر من مصادر الدخل من خلال غنائم العمليات الحربيو و الفدية على الأسرى الأروبيين 

- تنشي الموانئ التي لعبت في الاقتصاد و المساهمة في حركة التبادل التجاري 

3- سياسيا : 

- تأمين استمرار النظام السياسي و تماسكه 

- إرساء معالم حدود الجزائر الشمالية , الشرقية و الغربية 

- أعطى للجزائر مكانه دولية 

ب- القوة البرية : رغم اهتمام الدولة الجزائرية ببناء قوة بحرية لن تغفل على إنشاء قوات برية بغرض توطيد الأمن و الاستقرار الداخلي و تحصيل الضرائب و القيام بوظائف الدولة الأخرى و تتشكل من :

1- القوات النظامية : 

يمثلها الجيش الانكشاري و يتمركز على مستوى دار السلطان و في البايلكات و يخضع عددهم لطبيعة كل إقليم و حاجاته و قد بلغ عددهم في باسلك الشرق مثلا 300 عنصر موزعين على 20 فرقة صغيرة . 

2- القوات غير النظامية : 

- المتطوعون : و أغلبهم من سكان البايلك يجدونه في حالات الخطر و عند قيام الاضطرابات . 

- الأعراش و القبائل : تسخر في الدفاع عن الأقاليم التي يقطنونها مقابل إعفائهم من الضرائب والمغارم 

 

الأوضاع الإجتماعية و الثقافية

1- الأوضاع الإجتماعية 

تأثر الوضع الاجتماعي للجزائر مع نهاية القرن 15 م مطلع القرن 16م بجملة من العوامل الخارجية و الداخلية , تمثلت في : 

العوامل الخارجية : 

- هجرة الأندلسيين الى الجزائر و تمركزهم بالمناطق الساحلية 

- الاحتلال الإسباني لأهم المدن الجزائرية و تخريبها و نزوح سكانها نحو الداخل 

- مجيء العثمانيين و تمركز اغلبهم في بعض الحواضر الجزائرية 

العوامل الداخلية : 

- البنية الاجتماعيى للجزائريين 

- الوضع الديموغرافي العام 

- طبيعة المؤسسات الاقتصاديةو الثقافية 

هذه العوامل ساعدت في تحسين الأوضاع الاجتماعية طيلة القرن 16م و النصف الأول من القرن 17م تجلى في : تطور النمو الديموغرافي , تحسن الأحوال الصحية و المعيشية توسع العمران و نمو المدن الجغرافي كما ساهمت في تشكل نمط اجتماعي جديد يتمثل في :

سكان الحضلا (المدينة ) : و كانوا يتمثلون في الفئة المتحكمة في مقاليد السلطة و النفوذ (العثمانيون ) الكراغلة , الأندلسيين و الرعايا الأجانب من اليهود و المسيحيين , يتمركز أغلبهم بالمدن الساحلية التي يتكون هيكلها بصفة عامة من منازل ذات طوابق يخصص الطابق الأول من البناية للسكن بينما يخصص الأرضي كالإسطبلات للحيونات و في الشوارع الرئيسة كما تصف المتاجر و المطاعم و الحمامات و المقاهي .

سكان البدو ( الريف) : أغلبهم من سكان الجزائر الأصليين , و كانت قبائل المخزن تمثل حلقة التوصيل بينهم و السلطة في البيلك . حيث كانوا يسكنون دورا مبنية بالحجارة أو الطوب المجفف و سقوفها مختلفة منها ماهو بالقرميد أو بالديس , و غرف العائلة منفصلة عن اصطبلات الحيوانات عكس ماكان موجودا في أروبا في ذلك العه دباالذات و كان نظام القبيلة ساائدا بواسطة مجلس الجماعة المؤلف من أعيان القبيلة و شخصياتها 

ة بصفة عامة كانت العلاقة الاجتماعية و الثقافية و الفكرية التي تجمع بين الجزائريين هي الحضارة الإسلامية ’ حيث لم يكن الإسلام مجرد دين للعبادة فقط و إنما كن مصدرا للثقافة و النظم القانونية و العلاقات الاجتماعية و العلاقات الاجتماعية و التقاليد الوطنية فكان أهم عنصر في مقومات الشخصية الجزائرية .

ثانويا - الأوضاع الثقافية 

1- التعليم : 

بعد أن كان التعليم قبل 1518 م منحصرا في الحواضر الكبرى (تلمسان , بجاية , قسنطينة ) فقد حصرت الدولة الجزائرية منذ تأسيسها على توسيع التعليم عبر كافة المناطق و خلق جيل متعلم تعليما جيدا فعملت على : بناء المدارس , نشر الكتاتيب , كما أضافت الزوايا المرابطية الى نشاطها مهمة التعليم 

و قد اعتمدت الدولة في تمويل التعليم من جميع جوانبه (بناء المدارس أجور المعلمين مأكل ومشرب المتعلمين ) على مصدرين : الخزينة العامة في إطار النفقات العمومية , الأوقاف المحبوسة الى المؤسسات التعليمية و قد حرصت على مجانية التعليم في جميع مراحله . 

و تمثلت مؤسسات التعليم في : الكتاب , المسجد . الزوايا , المدارس و المعاهد , حيث كان يطلق على المؤسسة التعليمية في الريف (الشريعة ) أما في المدينة فكانت "المسيد" و قد قسم التعليم الى مرحلتين :

- المرحلة الأولى : 

يشرف الكتابو المسجد في هذه المرحلة على تلقين : القراءة الكتابة حفظ القرآن ومبادئ الحساب . و بعد مرور أربع سنوات الى خمس يتم يتوجه الطلبة , إما إلى : 

- تعلم الحرفة 

- إتمام الدراسة بحفظ القرآن الكريم بنفس الكتاب 

- الالتحاق بالزاوية أو مواصلة الدراسة بنفس الكتاب 

- الالتحاق بالزاوية أو مواصلة الدراسة الثتنوية و العالية بالمدارس على مستوى الحواضر 

- المرحلة الثانية : 

و تقوم المدرسة في هذه المرحلة (الثانوية و العالية ) بتلقين : 

علوم الشريعة (تفسير القرآن , الحديث ’ التةحيد ) و العلوم الانسانية من تاريخ و لغة ة آداب ة فلسفة و علن الحساب و قراءة مؤلفات ابن سناء الطبية و تجدر الإشارة أن التعليم في هذه المرحلة مزج بين المرحلتين الثانوية و العالية إذ لايوجد فاصل بينها و من يريد التعمق يختار الاستاذ و التخصص على مستوى نفس المؤسسة أو يرحل الى المعاهد الإسلامية الكبرى (القرويين - الزيتونة - الأزهر )

 2- الفنون 

تأثر المجتمع الجزائري بروافد حضاريو أثرت رصيده مما ساهم في تطور و تنوع ألوان و أشكال الفنون بالجزائر 

- الفن المعماري : كانت الطبيعية و الاجتماعية وراء تشكيل نمط العمارة الجزائرية حيث شملت المساجد الزوايا و قباب أهل التصوف , القلاع الجسور الثكنات الدور و القصور المساكن العامة 

- المساكن العامة : استمد البناة طريقتهم مما هو شائع في العمارة الإسلامية من عهد الرستميين الزيريين و الزيانيين 

- القصور : طغى الطابع المعماري الاندلسي على بناء القصور بصفة عام حيث اعتم البناة بزخرفتها بالنقوش الرشيقة باستخدام المرور و التفنن في  الأشكال الهندسية و الحدائق و النافورت 

- القلاع : فرضت التحرشات الأروبية طريقة بناء القلاع و الحصون و المنارات للمراقبة و الدفاع - طبيعة الجيش الانكشاري - على نمط بنائها غلب عليها الطابع المعماري العثماني . 

- المساجد : أخذت المساجد النصيب الأوفر من اهتمام المعماريين حيث تفننوا في بنائها من حيث الصوامع , المحارب , المنابر , الثريات و القناديل . 

- الرسم :

عبر فنانو الجزائر بالوسائل المسموح بها دينيا بالخط و الكتابة و جعلوها من وسائل التعبير الجمالي فقد زين الفنان الأجزاء الخشبية في العمارة و الأبنية المختلفة كالأبواب و النوافذ و الأسقف و الأعمدة و معظم المصنوعات الخشبية المستخدمة فيها بالحفر على الخشب ة النقش عليه و تلوينه و من بينها منابر المساجد, حوامل المصاحف الأرائك صناديق المرابس و الخزائن المناضد و الكراسي و غيرها . 

الموسيقى و الغناء : تنوعت طبوع الموسيقى (التركية , الاندلسية , البدوية ) حيث تناولت موضوعاتها التاريخ الإسلامي ( الشيرة النبوية , الصحابة السلف الصالح ’ القصص البطولي ) 

و قد شهدت المرحلة نشاطا واسعا في مجال الموسيقى الغناء من خلال الحفلات الرسمية التي كان البتش زرناجي يتولى تنظيمها (تولي الباشا الجديد حفلة الدنوش الاحتفال بانتصار على الأعداء ) 

 

النشاط الاقتصادي

لعب النشاط الاقتصادي في تاريخ الجزائر الحديث دورا محوريا أثر مباشرة على الأحدلث السياسية و النظام الإرادي ة الحالة الاجتماعية , و قد تحكمت في بنائه عدة عوامل هي : 

- العلاقات الخارجية من خلال نشاط البحرية و نظام الإتاوات و الهدايا الإلزامية 

- الصراع و التنافس بين الجيش البري و رياس البحر 

- ندخول اللأوقاف و أمانات ودائع و أملاك بيت المال و الضرائب بمختلف أنواعها .

- الحرف و الصت=ناعات و المحاصيل الزراعية . 

- الأسواق و الجمارك و المبادلات التجارية للدولة و الوؤسسات و الأفراد 

- الخزينة و العملة و السعر و الأجور و نفقات المرافق العامة ووضعية الملكية العقارية في الريف و المدينة . 

- تمثلت أوجه النشاط الاقتصادي الجزائري في : 

1- الزراعة : هي النشاط الأصلي للجزائريين تحكمت فيه الظروف الطبيعية من جهة و طريقة مبكية الأرض و استغلالها من جهة ثانية و تعدالجزائر في هذه الفترة من أهم الدول المتوسطية إنتاجا للحبوب خاصة القمح و الخضر و الفواكه و كانت الممون الرئيسي لأروبا في السلم و الحرب . 

2- الصناعة :اهتم الجزائريون بالصناعة اعتمادا على الإمكانات المتاحة و الخبرة الموروثة فركزوا على الصناعة النسيجية و الجلدية و الفخارية و النحاسية و الغذائدية بدرجة عالية من الحرفية , حتى أنه خصص لكل حرفة أمين سوق إضافة إلى الصناعة الحربية و الحديدية . 

 3- التجارة : إن الموقع الاتراتيجي للجزائر جعل من التجارة نشاطا حيويا للجزائري قاريا و بحريا , فشكلت التجارة الخارجية أهم نشاط اقاصادي لارتباطها بالأسطول البحري و ظروف الدولة , فتميزت بتعدد العلاقات حيث شملت أروبا الغربية وشرق المتوسط افريقيا جنوب الصحراء و كانت تحتكرها الدولة كما سمحت في نفس الوقت نفسه لبعض الشركات خاصة الفرنسية و للجالية اليهودية بالحصول على امتيازات تجارية , أما التجارة الداخلية فماريها السكان في شكل أسواق أسبوعية وقوافل تجارية تجوب أعماق الصحراء الكبرى . 

علاقات الجزائر

الجزائر وطن مستقل متميو استند كبيعة كيانه السياسي و نوعيه علاقاته الخارجية الى بعدين : 

- بعد تكاملي تعاوني في إطار الخلافة الإسلامية 

- بعد توازني دفاعي إزاء الدةل الأروبية إذ للجزائر دةر فعال فيه . 

1- العلاقة مع الخلافة العثمانية و الوطن العربي : 

اتسمت العلاقة الجزائرية مع الخلافة العثمانية بالتعاون المتبادل تمثل في المساعدة العثمانية للجوائر في بداية تشكيل الدولة الحديثة و ظلت تتكرر في مناسباتمتعددة و مساعدة جزائرية للدولة العثمانية في حروبها مع أروبا .

فكان التنسيق الجهد العسكري في العمليات المشتركة لمجابهة الحملات الصليبية حيث عمل الأسطول العثماني في العمليات الكبرى وزارية الحربية "قبو دان باشا " 

المشرق العربي : 

فكانت العلاقة رسمية من خلال الخلافة الإسلامية حيث ظل الأسطول الجزائري طةال الفترو درعا واقيا من الهجمات الأروبية أبرزها مساهمته في رد العدوان الفرنسي على مصر "حملة بونابرت " 

ة قد خصصت لقيادات الجزائرية أوقافا للحرمين الشريفين و أنشأت مؤسسة لتسييرها و إيصال عوائدها للبقاع المقدسة ثم تطور الوقف ليعم فقراء و الأماكن المجاورة للحرمين الشريفين . 

الأقاليم المغاربية 

فرضت الوحدة الدينية و الجغرافية للمنطقة على الجزائر الدفاع الاستراتيجي على الإقليم و تحريره من التواجد الصليبي , فحارب الاسطول الجزائري الأسبان و البرتغال في السواحل المغربية و التونسية و طرابلس و كان له الفضل في هزيمة البرتغاليين في مةقعه وادي المخازن "المولك " 

 

 

 

علاقات الجزائر مع الدول الأروبية

طغى على العلاقات الجزائرية الأروبية الطابع العدائي , نتيجة وقوف الجزائر أمام سياستها الصليبية التوسعية في العالم الإسلامي بصفة عامة . 

- اسبانيا : كانت أكثر العلاقات عدائية اتسمت بطابع الحرب الفعلية و المستمرة نتيجة التحرشات الإسبانية على السواحل الجزائرية في الفترة الممتدة من 1492 الى غاية 1792 م تاريخ انسحابها نهائيا من وهران و المرسى الكبير 

- البرتغال : كانت عدائية تحركها النزعة الصليبية من خلال اشتراك اليرتغال في التكتلات الأروبية الحربية خاصة سنة 1785 م وقد تخللتها فترات للهدنة خلال 1793م - 1795م 

فرنسا : عرفت العلاقات الجزائرية الفرنسية خصوصية لم تعرفها بقية العلاقات الأروبية السلمية أو العدائية هذه الخصوصية تتضح من خلال الدعم الجزائري لفرنسا عسكريا في الكثير من المناسبات خلال الفترة الممتدة بين 1543 م الى 1591 م . أما من الناحية القتصادية فقد منحت لفرنسا امتياز صيد المرجان على السواحل بايلك الشرق . و بقدر الدعم الذي قدمته الجزائر , لن تتوان فرنسا بإغارتها المتكررة عليها و قد بدأ مظهر العداء يتجلى للعيان مع حملة بونابارت على مصر سنة 1815م 

- الإمارات الإيطالية : رغم التبادل التجاري بين الدولتين إلا أن الطابع العدائي لم يستشن بينهما نتيجة مشاركتها الى جانب حلفائها الأروبيين في تكتلات و حروب ضد البحرية الجزائرية . تتخللها فترات سلم أهمها : 

معاهدة هدنة مع جمهورية البندقية في 1763م و معاهدة سلم مع مملكة صقلية  1816 م  . 

- الفاتيكان : تميزت بالتوتر و العداء نظرا للمواقف البابوية من الجزائر خلال سلسلة المؤامرات لإنشاء تكتلات أروبية وشن حكلات صلبية ضد بلدان المغرب الإسلامي بل و المشاركة الفعلية في تلك العمليات . 

- بريطانيا : سارت السياسة الإنجليزية على مبدأ تأمين مصالحها و منافسة فرنسا و لم تشذ علاقتها بالجزائر عن ذلك , إذ نجدها رغم كونها الأفضل بين الدول الأروبية فإنها شنت بين الدول الأوروبية فإنها شنت حملات عسكرية اشهرها حملة اللورد اكسماوث سمة 1816م . و قصف الأسطول الإنجليزي لمدينة الجزائر 1824 مو لم تكن معارضتها للحملة الفرنسية و ادعائها عدم شرعية الاحتلال إلا من باب الديبلونلسية المرنة . 

هولندا : لقد تارجحت علاقاتها مع الجزائر بين السلم و الحرب و قد تجاوز عدد المعاهدات عدد الغازات حيث تم إبرام 10 معاهدات في الفترة ما بين 1652م- 1816 م .

الدول الاسكندنافية : اتسمت علاقاتها مع الجزائر في الأول بالطابع التجاري وفق المعهدتين سنة '1746م - 1772م ) إلا أنها سارت للعجائية مع انضمام الدانمارك الى الحلف السباعي في سنة 1814م 

- الإمارات الألمانية : كانت علاقتها مع هامبورغ سلمية حيث عقدت معاهدة  في 22/ 02/ 1751م , ألغيت بضغط من إسبانيا , أما إمارة هانوفر فقد كانت تدفع ضؤيبة سنوية للجزائر كما كان لها ممثل دائم بها . بينما وقفت بروسيا موقف عداء من الجزائر و انضمت الى الحلف السباعي سنة 1814م 

- مع النمسا : امتازت العلاقة الجزائرية النمساوية بالسلم و الصداقة وفق المعاهدات المبرمة في عهد الداي المبرمة في عهد الداي محمد بكر و الإمبراطور فرمسوا الأول خلال سنوات 16727م و 1748م .

مع روسيا : تحكمت فيها العداوة التاريخية بين الدولة العثمانية و روسيا ورفضت الجزائر عروض السلم الروسية , رغم تدخ الدولة العثمانية في ذلك مما دفع روسيا للإنضملم الى الحلف السباعي . 

- مع الولايات المتحدة الأمريكية : رغم أن الجزائر كانت أول دولة تعترف باستقلال الولايت المتحدة الأمريكية إلا أن هذه الأخيرة ابدت استعددا لمسايرة موقف بعض الدول الأروبية و تشكيل حلف ضد الجزائر متجاهلة التفوق الجزائري في البحر المتوسط و الذي رضخت له بتوقيع معاهدة سلام و ميثاق ضداقة في 05-09- 1795م التزم بها الطرفان , ثم تنكرت لعلاقاتها مع الجزائر و انجزت نحو الحف السباعي لتعوود و توقع اتفاقية سلام (1|_12م ) التزمت من خلالها على دفع اتاوات سنوية . 

الموقف الأروبي من الدولة الجزائرية بين 1798م - 1827م

إن نهاية القرن الثامن عشر و مطلع التاسع عشر كانت مرحلة حاسمة في تاريخ الجزائر الحديث , حيث وجدت نفسها طرفا في وضع أوزيي متفجر داخليا و خارجيا و مرد ذلك الى : 

- نقل نابليون بونابارت حروب الثورة الفرنسية الى العالم الإسلامي بشمال إفريقيا بحملته على مصر 1798م , و أثر ذلك على البحر الأبيض المتوسط . 

- دخول الجزائر الحرب الى جانب مصر و الدولة العثمانية و قطع علاقاتها مع فرنسا في جميع المجالات و ما سيرتبه هذا الموقف من تبعات فيما بعد . 

- تحول طرق المواصلات التجارية خارج المتوسط و احتكار شركات الهند الشرقية ( الفرنسية - البريطانية - الهولندية ) و احتكارها للتجارة , 

- من آسيا الى أوروبا عبر رأس الرجاء الصالح و المحيط الأطلسي, 

- ظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوة بحرية بعد اسقلالها و توجهها نحو المتوسط . 

- نقل الدول الأروبية (فرنسا - بريطانيا ) صراعتها التنافسية من القارة الامريكية و الشرق الأقصى الأسيوي الى حوض الكتوسط الشرقي و الجنوبي 

- تبلور فكرة التخلص من القوة الجزائرية لدى الساسة الأروبيين 

- ساسة التحالفات و الإغارات العسكرية على سواحل الجزائر . 

كان لهذه الظروف الخارجية تأثيرا قويا انعكس سلبا على الوضع الداخلي للجزائر حيث : 

- تقلصت موارد الخزيمة التي كانت تعتمد علة مداخيل البحرية من خلال عائدات الأسطول و الإتاوات و الضرائب 

- تراجع حركة التجارة الخارجية بسبب الوضع االسائد في البحر المتوسط 

- تردي الأوضاع الاجتماعية خاصة بعد تعرض الجزائر لجماة من الكوارث الطبيعية خلفت آثارا على الوضع الاجتماعي عامة و الوضع الديموغرافي بصفة خاصة (الرلارل - الفياضانات - الجراد- المجاعلت - الجفاف - الأوبئة الفتاكة و في مقدنتها مرض الطاعون ) 

- تذمر في الوسط الشعبي من الأوضاع السائدة مما أدى الى بروز محاولات انتفاضية خاصة أنها وجدت التحريض الخارجي تمثلت ( اتفاضة الدرقاوي في الغرب و ابن الأحرش فب الشرق ) 

 

المسألة الجزائرية في المؤتمرات الدولية

في ظل ظروف الجزائر الداخلية و الخارجية ظهر على مسرح الأحداث ما أسمته الجول الأروبية في أدبياتها السياسية القرصنة و المسألة الجزائرية . 

1- المسألة الجزائرية في مؤتمر فينا 1815م : عقد مؤتمر فينا لدراسة السلم للقارة إلا أن مسألة الجزائر كانت حاضرة في مناقشات المؤتمر من خلال طرح قضية محاربة القرصنة و طرح الأميرال البريطاني مشروعه بخصوص الرابطة البحرية التي تهدف الى : تكوين قوة بجرية مشتركة تحت قيادة عام يساعده مجلس مكون من وزراء الدول الخمسة الحاضرة في المؤتمر و يكون مقره في باريس تكون له اصلاحيات إعطاء الأوامر و التعليمات للقناصل المعتمدين في الجزائر إلا أن المشروع لم يلق رضا الحاضرين , و نظر لتناقض المصالح بين الدول الأروبية لم يحد الاتفاق على الصسغة التنفيذية .

و بفشل بريطانيا في تمرير مشويعها أرسلت حملة عسكرية بقيادة اللورد اكسماوث لضرب الجزائر العاصمة في 27 أوت 1816 م و رغم فشلها إلا أنها ساهمت في إضعاف القوة البحرية من جلااء الخسائر التي لحقت بها . 

2- مؤتمر إكس لاشبيل 20 نوفمبر 1818 م : أجمع المؤتمرون على توجيه إنذار شديد اللهجة لداي الجزائر باسم المؤتمر يحمله مفوضان (انطليزي ز فرنسي ) . و نظرا لموقف الداي المتصلب و الذي اعتبر الرسالة من باب "اللاحدث " رافضا الرد عليها . 

و من هنا بدأت فرنسا تستعجل الأمور لإنهاء سيادة الدولة الجوائرية و الاستفادة من المنطقة قبل  غيرها فنشطت الشخصيات الفرنسية داخل الجزائر و بفرنسا (تاليران ديريشيليو, دوفال ,كليرمون تونير , بكري بوشناق , بوتان شارل العاشر ) و طرحت مجموعة من القضايا (قضية التزامات المؤسسة الإفريقية , التضامن الإسباني الفرنسي , الادعاءات الإقلمية في شرق عنابة , حق تحتكار التجارة في كامل بايلك الشرق , قضية الديون ) وصولا الى قرار إعلان الحرب سنة 1827 م 

من أجل امتصاص أثر الثورة الداخلية سنة 1830 م جهزت فرنسا حملتها العسكرية مستغلة تحطم الأسطول في معركة نافرين 1827م نتيجة مشارمته بمعية الدولة العثمانية في حرب اليونان , و هكذا تنتهي سيادة الدولة الجزائرية قانونيا بتوقيع الداي حسين لمعاهدة 50 جويلية 1830 م