ملخص الدرس / الثانية متوسط/اللغة العربية/الظواهر اللغوية/قواعد اللغةً: أحرف التفسير والمفاجأة

الأمثلة

المجموعة ( أ)

قال اللّه تعالى:﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ .﴾  (سورة الروم 37)  

قال اللّه تعالى:﴿ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ .﴾  (سورة طه 20)  

بينما كنا نائمين إذ رنّ الجرس.

المجموعة ( ب)

قال اللّه تعالى:﴿  وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ.﴾ (سورة النحل 68)

قال اللّه تعالى:﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.﴾ (سورة الأعراف 43)  

يقول الشّاعر:
وترمينني بالطرْف أيْ أنتَ مذنبٌ *** وتقلينني لكنَّ إياكِ لا أقْلي

المجموعة ( ج)

قال اللّه تعالى: ﴿ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا.﴾ (سورة النساء 94 )  

قال اللّه تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.﴾ (سورة البقرة 142)  

قال اللّه تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ.﴾ (سورة الضحى 5)  

كان يشاهد البراعم الجديدة فإذا الرياح تنثر البعض منها .

بينما كان يتفقد الحقل إذ سقط المطر و استبشر الفلاحون .

تقدم وفد الكهول أي الرجال فوق الثلاثين من العمر .

 

                  

الشّرح و الإيضاح

المجموعة (أ) إذا و إذ استعملتا للدّلالة على وقوع الحدث فجأة ففي قوله تعالى:﴿ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ .﴾ فقد تحولت عصا سيدنا موسى إلى حية فجأة و حدثت المعجزة.   

وفي المثال التالي: بينما كنا نائمين إذ رنّ الجرس، هنا في الوقت الذي كانوا فيه نائمين رنّ الجرس فجأة فاستيقظوا هنا استعملت ( إذْ) بدل إذا لأنها وقعت بعد بينما.

 حرفا المفاجأة ( إذا – إذْ): و هما غير عاملين مثل خرجت فإذا رجلٌ بالباب. الاسم بعدها مبتدأ و خبره وجب حذفه .

و لا يحذف في إذْ مثل: علمت أن صديقي قد شفي إذْ هو مريض، ما بعدها مبتدأ و خبر.

 

الشرح و التحليل

المجموعة (ب) ( أن و أي )     

(أنْ) المفسرة تقوم بتفسير الجمل فقط، فتكون بعد جملة فيها معنى القول دون لفظه، نحو الفعل أوحى، نادى:{فأوحينا إليه أنِ اصنعِ الفُلكَ..}- ( سورة النحل 68.)

{ونودوا أنْ تلكم الجنةُ..}-  ( سورة الأعراف 43.)
 كتبت إليه أنِ اجتهدْ.

يشترط ألا يسبق (أن) التفسيرية حرف جرّ، فإذا قلت: كتبت إليه بأن يجتهد، فعندها تكون (أن) مصدرية ناصبة.

يشترط ثانيًا أن يكون قبلها جملة مفيدة، فإذا قلنا: {وآخر دعواهم أنِ الحمدُ لله}- يونس، 10 كانت (أن) مخففة من الثقيلة.

يشترط  ثالثًا أن يكون بعد (أن) جملة، فلا يصح أن أقول مثلاً: أوحيت إليه كَـلَمًا أن خطابًا، فكلمة (أنْ) لا تأتي إلا قبل جملة، فهنا نستعمل (أي)- أوحيت إليه كَلَمًا أي خطابًا.

الجملة التالية: "أشرت إليه أنْ لا تسافر" هناك أكثر من إمكان للإعراب:

أنْ لا تسافرُ =  أنْ: مفسرة، لا : حرف نفي، تسافرُ: مضارع مرفوع و علامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

أن لا تسافِرْ = أنْ:  مفسرة، لا: ناهية وجازمة، تسافرْ: مضارع مجزوم و علامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره.

أنْ لا تسافرَ =  أنْ: حرف نصب مصدري، لا: حرف نفي، تسافرَ: مضارع منصوب بأن و علامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

في جملة "أشرت إليه أن يسافرَُ" جاز في المضارع رفعه على اعتبار (أن) مفسرة، وجاز نصبه على اعتبار (أن) ناصبة. و جاز جزمه باعتبار (لا) ناهية و جازمة.

أما (أيْ) موضوعة  لتفسير ما قبلها، سواءٌ أ كان مفردًا، أم جملة.

ما قبلها مفرد نحو: ركبت جوادًا أيْ حصانًا، فيكون ما بعد (أيْ) عطف بيان أو بدلاً، ومثل ذلك: نزل غيثٌ أيْ مطرٌ. مطرٌ: عطف بيان ( بدل كل من كل).

ما قبل (أي) جملة نحو: يده طويلة أيْ هو سارق.

يقول الشاعر:وترمينني بالطرْف أيْ أنتَ مذنبٌ *** وتقلينني لكنَّ إياكِ لا أقْلي

جملة (أنت مذنب) تفسيرية لا محل لها في الإعراب.

عدّ بعض اللغويين (إذًا) حرف تفسير في نحو:

ازدردتُ الطعامَ إذًا ابتلعتَـه.

هنا تكون تاء الفاعل في (ابتلعت) مفتوحة لأنّ التّفسير للمخاطب، وهذا خلاف قولنا الجملة مع (أي):

ازدردت الطعامَ أيِ ابتلعتُه (هنا التاء مضمومة).

من حروف المعاني ما يدل على معنى المفاجأة ، و أهمها "إذا" و "إذ".

"إذا":تفيد معنى المفاجأة إذا تبعتها جملة إسمية .مثل: كنت مستظلا تحت الشجرة ، و إذا بالتفاحة تسقط فوق رأسي.

"إذ":تفيد معنى المفاجأة إذا جاءت بعد : بينما مثل : بينما التلاميذ منتبهون لشرح الدرس، إذ دخلت حمامة من نافذة القس.

القاعدة

حروف التفسير "أنْ" و"أيْ":

"أنْ" شرطها أن تأتي بعد جملة متضمنة معنى القول، فهي تربط بين ما قبلها وما بعدها ربطًا تفسيريًّا توضيحيًّا، تكشف عما أُجْمِلَ في الجملة السابقة نحو قولنا: ناديته أن احذر النار.

"أي" و هي أشمل وأعمُّ لأنها تأتي تفسيرًا للجملة وتفسيرًا للمفرد نحو قولنا: زارني القائد "أي سعيد"، ما بعدها يأتي مطابقًا لما قبلها في حركته، وقد ذهب البعض إلى أنها من حروف العطف،

ومن أمثلة تفسيرها للجملة قولنا: "قام محمد بواجبه" أي "أتم كتابة ما طلب منه".

 

 ومن حروف المعاني أيضا: 

أي: .حرف تفسير نفسر به المفردات و الجمل كما ورد في المثال 3.

السين : حرف استقبال تختص بالفعل المضارع فتنقله من زمان الحال إلى المستقبل القريب،  يسمى حرف تنفيس .

سوف: حرف استقبال تختص بالفعل المضارع فتنقله من زمان الحال إلى المستقبل البعيد ، يسمى حرف تسويف. 

لاحظ

 المجموعة ( ج)        

السّين حرف يختص بالمضارع، ويخلّصه للاستقبال، ويتنزل منه منزلة الجزء، فلذا لم تعمل فيه. وذهب البصريون إلى أن مدة الاستقبال معه أضيق منها مع سوف.

نعرب السيّن: حرف تنفيس أو حرف استقبال مبني على الفتح، لا محل له في الإعراب.

ومعنى حرف التّنفيس: حرف توسع، لأنّ السّين نقلت المضارع من الزّمن الضّيق و هو الحال، إلى الزّمن الواسع و هو الاستقبال.

ذكر بعضهم أنها قد تأتى للاستمرار - كقوله تعالى: ﴿ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا.﴾        

وكذلك الآية: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.﴾ ، لأن ذلك إنما نزل بعد القول – "ما ولاهم" - فجاءت السين إعلامًا بالاستمرار، ومن نافلة القول إن هذا الاستمرار هو من معنى الاستقبال.

قد تفيد السّين الوعد بحصول الفعل، فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتضٍ لتوكيده وتثبيت معناه، ورد في القرآن الكريم: ﴿  فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .﴾ (البقرة 137)، فمعنى السين أن ذلك كائن لا محالة، وإن تأخر إلى حين، وصرح به في قوله: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  .﴾ ( التوبة 71 )  السين مفيدة وجود الرّحمة لا محالة، فهي تؤكد الوعد، وبالتالي فهذا أيضًا هو من الاستقبال.

سوف:سوف كالسّين، وتسمى حرف تسويف أو استقبال، وهي أوسع زمانًا منها عند البصريين، لأن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى، ومرادفة لها عند غيرهم.

نلاحظ أن العرب اشتقوا منها (التّسويف)، دلالة على المسافة الزّمنية فيها.

تنفرد (سوف) عن السين بدخول اللام عليها نحو قال اللّه تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ.  (سورة الضحى 5) 

قال أبوحيان: وإنما امتنع إدخال اللام على السّين كراهة توالي الحركات، فهل نقول: "لسيتدحرج" – مثلاً؟

في إعرابنا (ولسوف يعطيك...) ننتبه إلى أن اللام واقعة في جواب القسم المحذوف.

كذلك قد نفصل (سوف) بالفعل الملغَى، كقول زهير بن أبي سُلمى:وما أدري وسوف -إخال- أدري ****  أقوم آل حصن أم نساء؟

إذا جاز الأمر في الشّعر للضرورة فإني أرى ذلك في النّثر ركاكة ما بعدها ركاكة، والأجدر عدم الفصل بين (سوف) والفعل، فتخيلوا غير ذلك!

كما لا يجوز أن نفصل السّين عن الفعل المضارع المرفوع، فالمضارع يبقى بعدها مرفوعًا فقط.

كلاهما (السّين وسوف) حرفا استقبال، ولكنّي لاحظت أنني أستطيع القول: سأسافر بعد سنة كقولي سوف أسافر إن شاء اللّه بعد ساعة، فالمدة الزّمنية غير محددة تمامًا لتعيين زمن الأداة، وقد تنوب هذه عن تلك.

لكني لا أستطيع أن أقول لمن دعاني أن أشرب القهوة وأنا في بيته أن أقول له: سوف أشرب القهوة، والقهوة ماثلة أمامي. أقول "سأشربها"، وسأقول له: "دائمة!"

كما لاحظت أن السين فيها تأكيد أكثر، بينما (سوف) فيها عدم الجزم، وهي "مفتوحة" أكثر.

فائدة:

إذا أردت نفي الاستقبال أتيت بـ (لا) في مقابلة السين، فنقول: أنا لا أتأخر ( كانت في الإثبات= أنا سأتأخر).

إذا أردت نفي الاستقبال أتيت بـ (لن) في مقابلة سوف، فنقول: لن أتوانى (كانت في الإثبات: سوف أتوانى)

ولا يجوز أن يؤتى بـ (سوف + لن)، فذلك ما لا يرد في كتب اللّغة وأصولها، فلنكتف بالقول:

لن أكذب، و"لن أقصّر عن ندى". والمعنى مفهوم، فـ (لن) تفيد نفي المستقبل.

القاعدة

أَحرُفُ الاستِقْبال: وهي "السينُ، وسوفَ، ونواصبُ المضارعِ، ولامُ الأَمرِ، ولا الناهية وإنْ، وإِذْ ما الجازمتان".

فالسينُ وسوفَ تختصّانِ بالمضارعِ و تَحولانهِ للاستقبالَ، بعدَ أن كان يحتملُ الحالَ والاستقبالَ، كما أَنَّ لامَ التّأكيدِ تُخلِصُهُ للحالِ، نحو "إنَّ سعيداً لَيَكتبُ".

والسينُ تُسمّى حرفَ استقبال، وحرفَ تنفيسٍ (أَي توسيعٍ)، لأنّها تَنقُلُ المضارعَ من الزمان الضيّقِ، وهو الحالُ؛ إلى الزمانِ الواسعِ وهو الاستقبال. و كذلك "سوفَ"، إلا أَنها أَطولُ زماناً من السين، ولذلك يُسمُّونها "حرفَ تسويفٍ"، فتقولُ "سَيَشِيبُّ الغلامُ، وسوفَ يَشيخُ الفتى"، لِقُربِ زمان الشّبابِ من الغلام وبُعدِ زمان الشّيخوخةِ من الفتى.

ويجبُ التصاقُهما بالفعلِ، فلا يجوزُ أن يَفصلَ بَينَهما وبينه شيءٌ.

وإذا أردتَ نفيَ الاستقبال أَتيتَ بِلا، في مُقابلة "السين"، وبِلَنْ، في مقابلة "سوف"، نحو "لا أفعلُ"، تَنفي المستقبل القريب، ونحو "لن أَفعلَ"، تنفي المستقبلَ البعيد.

ولا يجوزُ أن يُؤتى بسوفَ و "لا" معاً، ولا بسوفَ و "لن" معاً، فلا يُقالُ "سوفَ لا أفعلُ" ولا "سوف لن أفعلَ" كما يقولُ كثيرٌ من الناسِ، وبينهم جَمهَرةٌ من كتّابِ العصر.