ملخص الدرس / الرابعة متوسط/اللغة العربية/المبادئ الأدبية /الكناية

الامثلة

-قالت الخنساء تمدح أخاها صخرا: طويل النجاد رفيع العماد ...كثير الرماد إذا ما شتا

- قال المتنبي يصف حال خصوم سيف الدّولة بعد نهاية المعركة:
  فمسّاهم وبسْطهمُ حريــر...  وصبَّحهم وبسْطهمُ تــراب
ومن في كفظّه منهم قناة ...  كمنْ في كفّه منهم خضاب

- هذا الرّجل يسود العزّ في بيته.
إيضاح:
- في بيت الخنساء نتعرّف على صفات صخر،فهو شجاع وسيّد في قومه وكريم ولكنّ الشاعرة لم تعبّر عن هذه الصفات بصراحة بل استعملت طريقة غير مباشرة للإشارة إليها.
فطويل النجاد يعني أنّ سيفه طويل وهذا يستلزم أنّه طويل القامة وطويل القامة غالبا ما يكون شجاعا.
ورفيع العماد يعني أنّ خيمته عالية ومرتفعة وهذا يستلزم أنّ صاحب هذه الخيمة له مكانة في قومه فهو سيّدهم وهذه كانت عادة العرب أن يميّزوا خيامهم عن خيمة زعيمهم.
أمّا كثير الرماد فيعني أنه كثير الطبخ وهذا لكثرة الضيوف وهذا يستلزم أنّه كريم.
ونلاحظ في ييت المتنبي الأول كناية أخرى عن صفة فبسطهم حرير مقصوده (هم أسياد أعزّاء) وبسطهم تراب مقصوده (هم أذلّاء).
كل تركيب من التراكيب السابقة كُنِّيَ به عن صفة لازمة لمعناه،ويسمّى هذا النوع من التركيب كناية عن صفة.
- أمّا في البيت الثاني للمتنبي فهو يكنَّي عن الرّجل بمن يحمل قناة وهي الرّمح ويكنّي عن المرأة بمن في كفه خضاب وهو الحنّاء ويقول إنهما سواء في الضعف أمام بطش سيف الدولة،وبما أنّ الرّجل والمرأة يمكن أن يوصفا نسمّي هذه الكناية كناية عن موصوف.
في المثال الثالث كناية أيضا حيث بدل أن ننسب العزّ إلى الرجل نسبناه إلى بيته وهذه كناية عن نسبة.

تعريف الكناية:

الكناية لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى.

أو بمعنى آخر الكناية لها معنيان أحدهما ظاهر في الجملة وهو غير مقصود والثاني خفي وهو المقصود مع جواز إرادة المعنى الظاهر.

مثال: هذه المرأة بعيدة مهوى القرط.
القرط ما يوضع من حلي في أذن المرأة.
مهوى معناها مسقط

إذا كان المكان الذي يسقط فيه القرط من الأذن هو الكتف بعيدا عن الأذن فمعنى ذلك أن المسافة بين الكتف والأذن بعيدة.

ولكن في الجملة لا يقصد بعد المسافة بين الأذن والكتف ولكن يقصد طول العنق لدى هذه المرأة لقد عبرنا عن حقيقة (طول العنق) وأعطينا الدليل عليها (بعد المسافة).

الكناية إذا تعبر عن معنى بأسلوب غير مباشر.

- هي من أساليب البيان وهي من أجمل التعابير العربية.

- وهي تعطينا حقيقة مصحوبة بالدليل عليها.

- وهي تستعمل في المدح والذم غالبا بطريقة مهذبة.

الكناية لها ثلاثة أنواع:

1- كناية عن صفة وذلك إذا كانت الكلمة المقصودة تصلح أن تكون نعتا أوصفة.
مثال:هذا الرجل يشار إليه بالبنان. أي مشهور ومشهور كلمة تصلح أن تكون صفة فتقول:رجل مشهور.

2- كناية عن موصوف وذلك إذا كانت الكلمة المقصودة تصلح أن تكون موصوفا أو منعوتا.
مثال:شرب الرجل بنت العنب.أي الخمر والخمر تصلح أن تكون موصوفا فنقول:الخمر المحرمة .

3- كناية عن نسبة وذلك إذا نسبنا شيئا إلى ما يتصل بصاحبه.
مثال:المجد بين ثيابك.بدل أن تنسب المجد لصاحبه نسبته لثيابه المتصلة به.

بلاغة الكناية:

1- الكناية من أجمل التعابير العربية.

2- الكناية هي إيثار الأسلوب غير المباشر في الكلام،إذا كان مقتضى الحال يستدعي ذلك..

3- الكناية تمكنُنا منْ أنْ نشْفيَ غليلنا منْ خصمِنا منْ غيرِ أنْ تجعل َله إلينا سبيلاً،ودون أنْ تخدشَ وجهَ الأدب،وهذا النوعُ يسمَّى بالتعريضِ.

4- الكناية تقدم لنا  المعاني في صورة المحسوساتِ،ولا شكَّ أن َهذه خاصةُ الفنان،فإنَّ المصورَ إذا رسم لك صورةً للأملِ أو لليأسِ، بهرَكَ وجعلكَ ترى ما كنتَ تعجزُ عن التعبير عنه واضحاً ملموساً،فعبارة كثيرِ الرمادِ تقدم لنا الكرم في صورة مرئية محسوسة.

5- الكناية تقدم لنا حقيقة مصحوبة بالدليل على صحتها.

6- الكنايةِ تعبرُ عن القبيح أو الذي نستحي من ذكره بما تستسيغ الآذان سماعه،وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن الكريم، وكلام العربِ فقد كانوا لا يعبرون عما لا يحسنُ ذكره إلا بالكنايةِ، وكانوا لشدة نخوتهِِم يكنونَ عن المرأة بالبيضةِ والشاةِ،ومثال على ذلك التعبير عن وقوع علاقة جنسية محرمة بقولنا:وقع المحذور بين الشاب والفتاة.ومثل قولنا:شرب الرجل بنت العنب أي الخمر.

7- قد تستعمل  الكناية للتعبير بالصفة للدلالة بها على الموصوف،مثل الكناية عن الله بقولنا: "والذي في السماء عرشه - والذي نفس محمّد بيده أو الكناية عن العنق : اقْطعُوا ما ثُبتت عليه رأسه،والكناية عن العفة: طاهر ما تحت الإزار، أي: طاهر الفرج والكناية عن المرأة: ذات سوار،والكناية عن المرض: هو على السّرير الأبيض، أي: في المستشفى .

8- وقد تستعمل  الكناية للتعبير ببعض مصاحبات الشيء للدلالة بها عليه، مثل الكناية عن الجماع بالملامسة، أو المباشرة، أو الإِفضاء،أوالدّخول، أو الغشيان، أو نحو ذلك..

9- و قد تستعمل  الكناية للتعبير ببعض الأسباب للدّلالة بها على نتائجها، مثل الحديث عن شخص ميت مُسَجِّى على سَرِير:  قُطِعَ رأسُه .

10- وقد تستعمل  الكناية للتعبير بالمكان للدلالة على ما يحلُّ فيه أو يحدث فيه أو يستعمل له،مثل كلمة (الغائط) فهي تدل على مكان منخفض يستعمل لقضاء الحاجة وقد نستعملها للدلالة بها على قضاء الحاجة نفسها،قال الله تعالى:" أوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغائِط".

11- وقد تستعمل  الكناية للتعبير بالنتائج للدلالة بها على أسبابها،كقولنا: "حُكِمَ عَلَى الرجل والمرأة بالرّجم، أي: هما زانيان محصنان.

12- وقد تستعمل  الكناية إذا كانت تؤدي  معنىً لا يؤدّيه اللّفظ الصّريح المكنَّى عنه،كقوله تعالى:" ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ"،فإن عبارة من نفس واحدة فيه تنبيه على عظمة الله وقدرته وهذا المعنى لا يؤديه لفظ : من آدم.

13- وقد تستعمل الكناية إذا كانت أجمل عبارةً وأعذب لفظاً وأقوى تأثيرا من اللفظ الصريح،كقول تلك العجوز لأمير المؤمنين:أشكو إليك قلة الفئران،وهي تقصد أنها فقيرة ليس لها الطعام الذي يجلب الفئران لبيتها.

14- وقد تستعمل الكناية للتعبير عما جرى العرف على ستره أو يَحْسُن إخفاؤه،كقولنا للزوجة:أم الأولاد أو شريكة الحياة.

15- وقد تستعمل الكناية في الألغاز كقولنا:قبتي الخضراء سكانها عبيد ومفتاحها حديد للدلالة على البطيخة.

16- وقد تستعمل الكناية للدلالة عل أننا خرجنا من العموم إلى الخصوص،كقولنا:هذا الرجل كثير الرماد فهي دلالة على كثرة الكرم وهو يختلف عن قولنا:هذا الرجل كريم فهو ينطبق على كل كريم.