ملخص الدرس / الرابعة متوسط/تاريخ و جغرافيا/الوثـــائق التاريخيـــــة/مسار الحركة الوطنية خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945

الاجراءات الاستعمارية تجاه الحركة الوطنية

ببروز بوادر الصدام المسلح بين الدول الأوربية رأت فرنسا أن هذه الحرب التي ستقابل فيها ألمانيا لا يمكنها الصمود فيها كثيرا بعيدا عن تجنيد أبناء المستعمرات وامكاناتها وخاصة الجزائر وليتم لها ذلك انتهجت

سياسة خاصة مع الأحزاب الجزائرية

أ/ النخبة (دعاة الادماج والحزب الشيوعي): انتهجت السلطة الاستعمارية أسلوب الملاينة و التسويف , اذ وعدتهم بتحقيق مطالبهم عندما تنتهي الحرب وتسمح الظروف بذلك

ب/ حزب الشعب (دعاة الاستقلال) و جمعية العلماء المسلمين : رأت فرنسا أنه في ظل استمرار نشاطها لا يمكنها ضمان تجنيد الجزائريين و امكاناتهم لخدمة مصالحها خلال هذه الحرب فاتخذت تجاههما مواقف

متشددة تمثلت في: 

بالنسبة للجمعية :

-مصادرة صحفها وجرائدها

- فرض الاقامة الجبرية على أعضاءها 

- محاولة تفريق صفوفها من خلال حادثة اغتيال مفتي الجزائر واتهام الشيخ الطيب العقبي بذلك

- اغلاق المدارس و المساجد

- تشديد الرقابة على كافة نشاطات الجمعية

بالنسبة لدعاة الاستقلال :

- القاء القبض على رئيس الحزب مصالي الحاج و سجنه ببربروس لمدة سنتين

- منع جريدتي الأمة و البرلمان من الصدور

- حل حزب الشعب بمرسوم 1939/09/26  بدعوى التعاون مع ألمانيا

- تقديم زعيم حزب الشعل مصالي الحاج للمحاكمة مرة ثانية بتاريخ 17 مارس 1941 حكم عليه خلالها بالسجن لمدة 16 سنة ومنعه من الاقامة بالجزائر لمدة 20 سنة ومصادرة أمواله و في 1943/12/10

نقل مصالي الحاج الى عين صالح ثم الى قصر الشلالة و في أفريل 1945 نفي الى الكونغو برازفيل 

نشاط الحركة الوطنية خلال الحرب العالمية الثانية

الاجراءات الاستعمارية : مع النخبة (الادماج و الشيوعيون ) أسلوب الملاينة و التسويف - مع حزب الشعب ( دعاة الاستقلال و جمعية العلماء) مواقف متشددة 

نشاط الحركة الوطنية: برئاسة فرحات عباس أصدروا بيان 10 فيفري 1943 بمطالب مستعجلة خلال الحرب و اخرى مؤجلة و رفض الحلفاء هذا البيان فتكتلت الحركة الوطنية و اسست تجمع أحباب البيان و الحرية 14 / 03 / 1944 - رد الفعل الفرنسي على البيان: زار شارل ديغول قسنطينة معلنا إصدار مشروع شمن الحقوق ، و إصدار قانون حق المواطنة في 07 / 03 / 1944 .

في غياب رئيس حزب الشعب و عناصر بارزة منه وكبت حرياتهم بالسجن وفي انتظار النخبة للوعود تمكنت فرنسا من تجنيد الجزائر أرضا وشعبا واقتصادا لخوض غمار الحرب العالمية الثانية ولما كانت الشعارات 

التي رفعها الحلفاء هي : الحرية - الديمقراطية - محاربة الديكتاتورية اعتقد الشعب الجزائري بأن موعد خلاصه من قيود الاستعمار قد حان .

مما أدى بزعماء الجزائر ( احمد بومنجل - الدكتور تامزالي - قاضي عبد القادر - الامين دباغين - عسلة الحسين - العربي التبسي - الشيخ خير الدين - احمد توفيق المدني - عراسي احمد - محمد الصالح بن جلول -

محمد الهادي بن جمام - الدكتور شريف سعدان ) على رأسهم فرحات عباس للتفكير والتشاور لايجاد حلول للقضية الجزائرية معلقين آمال الشعب على الحلفاء وعدالتهم فصاغوا بتاريخ 10 فيفري 1943 بيانا يتضمن

وصفا للوضع الجزائري منذ بداية الاحتلال والمحاولات الاصلاحية الفرنسية وأسباب فشلها , وفي 31 مارس 1943 قدمت نسخ منه الى كل من : الحاكم العام مارسيل ميروتون وممثلي الحلفاء (بريطانيا و الولايات

المتحدة الامريكية ) والى شارل ديغول والحكومة المصرية مطالبين فيه ب :

 

 

المطالب المستعجلة

- ادانة الاستعمار 

- تقرير المصير لجميع الشعوب الصغيرة منها والكبيرة 

- منح الجزائر دستورها الخاص الذي تضمن به :

    - حرية جميع السكان و المساواة بينهم بدون ميز جنسي ولا ديني 

    - الغاء الاقطاعية الفلاحية باصلاح زراعي واسع النطاق يضمن الرفاهية و الرخاء لكافة الجماهير الفلاحية 

    - الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية بجانب اللغة الفرنسية

    - حرية الصحافة وحق الاجتماع

    - التعليم المجاني والاجباري لجميع الاطفال ذكورا و اناثا 

    - حرية الدين لجميع السكان وتطبيق قانون فصل الدين الاسلامي عن الحكومة الفرنسية 

- مشاركة المسلمين في حكم بلادهم مشاركة عاجلة وفعلية اقتداءا بما فعلته انجلترا و الجنيرال كاترو في سوريا وتستطيع هذه الحكومة وحدها أن تحمل الشعب الجزائري على الكفاح المشترك وذلك في جو من الوئام و الوفاق 

- اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من جميع الاحزاب 

المطالب المؤجلة الى نهاية الحرب العالمية الثانية

- تكوين مجلس تاسيسي جزائري منتخب عن طريق الانتخاب العام

- تصبح الجزائر دولة لها دستورها الخاص من وضع مجلسها التاسيسي

الا أن النتيجة كانت مخيبة لآمال الشعب الجزائري بصفة عامة و لزعماء الحركة الوطنية بصفة خاصة اذ اعتبر الحلفاء القضية الجزائرية قضية داخلية تخص فرنسا وحدها لا يمكن الخوض فيها 

رد الفعل الجزائري على موقف الحلفاء من بيان 1943

ان خيبة امل الجزائريين في الحلفاء و حكومة فرنسا الحرة دفعهم الى محاولة التقارب والتكتل والجمع بين مختلف الاتجاهات فأسسوا تجمع احباب البيان و الحرية 14 مارس 1944 والذي كانت اهدافه :

- نشر الافكار الجديدة لبيان 1943 و الدفاع عنها

- استنكار الاستبداد الاستعماري والتنديد بعنصريته وجبروته

- اسعاف كل ضحايا القوانين الاستثنائية وضحايا القمع والاضطهاد

- اقناع الجماهير بمشروعية تجمع احباب البيان و الحرية وخلق اتجاه يساند مطالب البيان الجزائري

وهكذا اصبح الجو مهيأ لنشر الفكرة الاستقلالية ان لم نقل الفكرة الثورية خاصة وان مناضلي حزب الشعب تواجدوا في الحركة بثقل فاستغلوا اطارها الشرعي وتحركوا بصورة واسعة عن طريق عقد الاجتماعات و

المظاهرات ووضع المناشير والقاء الخطب وتكثيف الاتصالات مما جعل الناس يعتقدون انه بنهاية الحرب ينتهي كابوس الاستعمار الفرنسي بالجزائر 

رد الفعل الفرنسي على بيان 1943

لقد احدث البيان الجزائري ضجة واسعة داخل الجزائر وخارجها حيث سجل تحولا تاريخيا في انتشار الوعي الوطني لدى النخبة الجزائرية وبادرة من بوادر الوحدة السياسية أما حكومة فرنسا الحرة فقد هزها البيان فترتب عنه :

- زيارة شارل ديغول للجزائر اذ نزل بمدينة قسنطينة في 1943/09/12 معلنا ان حكومته ستصدر مشروع قانون يضمن حقوق المواطنين خاصة فئة النخبة

- اصدار قانون (حق المواطنة الفرنسية) في 07 مارس 1944